مبادئ التربية الخاصة والتعليم الفردي

PrintPrintPDF versionPDF version

لقد حظي مجال تربية ذوي الحاجات الخاصة اهتماماً بالغاً في السنوات الأخيرة، ويرجع هذا الاهتمام إلى الاقتناع المتزايد في المجتمعات المختلفة، بأن ذوي الحاجات الخاصة لهم الحق في الحياة ، وفي النمو إلى أقصى ما تمكنهم منه قدراتهم وإمكانياتهم.

هذا ويقاس تقدم الأمم اليوم بما تقدمه لذوي الحاجات الخاصة من برامج وخدمات تساعدهم في تحقيق ذواتهم ، وتتنافس الدول فيما بينها بما تهيئة من فرص مختلفة تقدمها لذوي الحاجات الخاصة للوصول بهم إلى استعداداتهم الحقيقية و تنميتها وفق ما يستطيعون .

وتشمل التربية الخاصة عدداً من الخدمات والبرامج تتفاوت ما بين الدمج الكلي في المدارس العادية والالتحاق بالمدارس الخاصة المستقلة، وهناك مصطلحين رئيسيين في التربية الخاصة وهما : مصطلح البدائل التربوية، والذي يشير إلى المكان التربوي الذي يمكن أن يتعلم به الأفراد ذوي الحاجات الخاصة، ومصطلح البرامج التربوية، وهنا لا يمكن القول أن هناك منهاجاً تربوياً موحداً يصلح لجميع الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة على اختلاف العمر والفئة التي ينتمون إليها ، هناك منهج عادي وهناك منهج خاص .

أما بالنسبة للوسائل والأدوات التعليمية المستخدمة معهم، فهي إما وسائل تقليدية أو معدلة أو خاصة لتتناسب وحاجاتهم، كل حسب الفئة التي ينتمي لها.

على أي حال لا بد من توفير بيئة تعليمية مناسبة لذوي الحاجات الخاصة ، وهذا يتطلب إجراء تعديلات على المحتوى التعليمي، والمكان التعليمي ، قبل تقديم البرامج التربوية لهم.

ولا بد من البدء بتعليم ذوي الحاجات الخاصة المهارات اللازمة والضرورية منذ لحظة اكتشافهم، حيث أن الكشف المبكر يقود إلى التدخل المبكر.

يختلف ذوي الحاجات الخاصة عن أقرانهم العاديين، وهذا يؤكد على أهمية مراعاة الفروق الفردية من خلال البرنامج التربوي الفردي، الذي يحدد احتياجات وقدرات الطالب ومتطلباته الخاصة .

وتشير كلمة المنهاج إلى جميع الخبرات المخطط لها، والمقدمة بواسطة المدرسة لمساعدة الطلبة على اكتساب النتائج التعليمية المحددة إلى أقصى قدر تسمح به إمكانياتهم ، فهم ووصف لما يجب أن يتعلمه الطلبة ، وما يجب أن يعلمه المعلمين .

وقد اختلفت الآراء حول المعوقين عقلياً، حيث يرى بعض العلماء أن الطفل المعوق عقلياً ينمو تدريجياً، ويتعلم المعلومات والمهارات تدريجياً ، ومعدل النمو والتعلم    والاكتساب لديه أقل مما هو عند العادي، بينما يرى فريق آخر من العلماء أن المعوق عقلياً يختلف عن قرينه العادي من جميع النواحي و بالتالي فإن أساليب تعليمه وتأهيله وبرامجه تختلف كماً و كيفاً عن أساليب تعليم العاديين.

ويعزى ضعف التحصيل الأكاديمي للطفل المعوق سمعياً إلى إعاقته السمعية، التي تؤثر بشكل عام على خصائصه النمائية، واللغوية والمعرفية منها، حيث تكون فرصة الطالب المعوق سمعياً محدودة في الماع من مصادر صوتية متنوعة، وهذا يؤدي إلى نقص في الخبرات تؤثر سلباً في تشكيل قواعد اللغة، والمعرفة، والكلمات، ونمو المفردات.

 وتعتبر عملية تعليم الصم، عملية محبطة للمعلمين والطلبة ، ومن أهم الأسئلة التي لابد من طرحها عند تعليمهم : كيف يتم تعليمهم ؟ أى الأسلوب المستخدم في تعليمهم، وأين؟ أي المكان الملائم ضمن الخيارات التربوية، وماذا يجب تعليمهم؟ أى المادة التعليمية التي تقدم للأصم خلال اليوم الدراسي .

هذا ويعتبر معلم التربية الخاصة حجر الزاوية في العملية التربوية للأطفال ذوي الحاجات الخاصة، لذلك فإن عملية اختياره لهذه المهمة عملية هامة، حيث أن هذه المهنة تتطلب توافر صفات وخصائص شخصية مهنية متميزة، لذا لا بد من اختياره بعناية. وبالنسبة للكفايات التربوية لمعلم التربية الخاصة فهي كفايات شخصية، وكفايات قياس وتشخيص، وكفايات إعداد الخطة التربوية الفردية، وكفايات تنفيذ الخطة التعليمية وكفايات الاتصال بالأهل وإتقان مهارات التواصل من لغة إشارة وغيرها.
 

  • مبادئ التربية الخاصة والتعليم الفردي :
  1. تشمل التربية الخاصة عددا من الخدمات والبرامج والتى تتفاوت ما بين الدمج الكلى في المدارس العادية والالتحاق بالمدارس الخاصة المستقلة ، ولا يمكن تفضيل برنامج على آخر واختيار البرنامج المناسب يعود إلى عدة عوامل منها: نوع الحاجات الخاصة ، ودرجة الاختلاف والامكانات المتوفرة وتوفر الاخصائيين.
     
  • مبادئ التربية الخاصة :
  1. التربية الخاصة المبكرة أكثر فاعلية من التربية الخاصة في المراحل العمرية المتقدمة .
  2. تتضمن التربية الخاصة تقديم برامج تربوية فردية.
  3. توفير الخدمات التربوية الخاصة يتطلب قيام فريق متعدد التخصصات بذلك يشمل الفريق : (أخصائي التربية الخاصة – الأخصائي النفسي – الأخصائي الاجتماعي – المعالج النفسي – المعالج الوظيفي- المعالج الطبيعي- أخصائي اضطرابات النطق والكلام - الطبيب- الممرضة).
  4.  تعليم الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة في البيئة التربوية القريبة من البيئة التربوية العادية. ~> حتى لا يشعر بالنقص .
  5. يؤثر الفرد من ذوى الحاجات الخاصة على جميع أفراد الأسرة ، والمدرسة ليست بديلا عن الأسرة. ~> لأن الأسرة هو المعلم الأول ، فالأسرة والمدرسة يكمل كل منهما الآخر .
  6.  تتضمن برامج التربية الخاصة نشاطات وخدمات أساسية هامة. ~> كوجود أنشطة صفية ولا صفيه ، حتى تخدم البرامج الأساسية .
     
  • البدائل التربوية والبرامج التربوية:
  1. هناك مصطلحيين رئيسيين في التربية الخاصة وهما :
  • البدائل التربوية: يشير إلى المكان التربوي الذي يمكن أن يتعلم به الأفراد ذوى الاحتياجات الخاصة ويتوقف اختيار المكان على عدة عوامل: منها شدة الإعاقة، والوقت الذي حدثت فيه الإعاقة .
  • البرامج التربوية: طبيعة البرنامج التربوي ونوعه ومحتويات البرنامج وما يمكن أن يقدمه للأطفال ذوى الحاجات الخاصة.
     
  1. أولاً : البدائل التربوية: هناك عدة أنواع من البدائل التربوية التى يمكن توفيرها للأفراد ذوى الحاجات الخاصة حسب نوع وشدة الإعاقة ومدى ملائمة جاهزية البديل التربوى لقدرات الفرد ومنها مثلاً:
  • مراكز الإقامة الكاملة : وهنا يمضى الأفراد ذوى الحاجات الخاصة كل وقتهم في مثل هذه المراكز بحيث تقدم لهم أشكال مختلفة من الخدمات طبية تربوية نفسية اجتماعية وتأهيلية وغيرها.. ويمثل هذا النوع من البدائل النوع التقليدى حيث ينعزل فيه الأفراد ذوى الحاجات الخاصة عن المجتمع الخارجى العادى.
  •  مراكز التربية النهارية: وهنا يمضى الأفراد ذوى الحاجات الخاصة جزءا من يومهم فى مدارس خاصة بذوى الحاجات الخاصة بينما يمضون باقى اليوم فى منازلهم ويتضح الفرق بين هذا النوع والنوع السابق فى إمكانية توفير فرص أكبر للدمج الاجتماعى.
  •  الدمج التربوى: تعتبر قضية الدمج التربوى لفئات التربية الخاصة من القضايا المطروحة فى الميدان التربوي وخاصة فى السنوات الأخيرة من القرن الماضي ، وذلك لعدة اعتبارات منها : كبر حجم مشكلة هؤلاء الأطفال، وقلة عدد المختصين فى المؤسسات والمراكز المختلفة، ولأن عملية الدمج توفر على الدولة أموال كثيرة لإنشاء مراكز التربية الخاصة، إلى جانب دور القوانين والتشريعات المحلية لبعض الدول العالمية التى طالبت بالمساواة بين الأطفال العاديين وذوى الحاجات الخاصة، على اعتبار أنهم جزء من المجتمع الذي يعيشون فيه .  
  1. هذا وقد تطورت اتجاهات المجتمعات المختلفة نحو هذه الفئات حيث انعكس ذلك على تطوير الخدمات المقدمة للأطفال ذوي الحاجات الخاصة ، عرفت بمبادرة التربية العادية في بعض الدول وبمدارس للجميع أو المدارس التي لا تستثني أحداً حتى تم توجيه هذا التوجه بعقد مؤتمر سلامنكا بإسبانيا عام 1994م والذي نظمته اليونسكو بالتعاون مع وزارة التربية الاسبانية ، حيث قامت العديد من الدول الأجنبية و العربية بتبني مفهوم المدرسة الجامعة و تطبيقه في دولها .
  2. وعلى الرغم من الاتجاهات الإيجابية نحو الدمج التربوي لذوي الاحتياجات الخاصة إلا أن هذه القضية ما زالت ما بين مؤيد ومعارض و لكل مبرراته المختلفة التي تدعم و جهة نظره حتى أن العالمة " أشلي " قالت بأنه : "إذا كانت عملية الدمج خطوة للأمام فهي خطوتان للخلف".
  3. ويعني هذا القول بأنه يتحتم علينا التخطيط العلمي المدروس لعملية الدمج ، وإلا فإنها ستفشل فشلاً ذريعاً ، مما يترتب عليه آثار سلبية مختلفة على الطلبة ذوي الحاجات الخاصة ، والطلاب العاديين ، والمجتمع المدرسي ،  والمجتمع بشكل عام .
     
  • أنواع الدمج :
  1. للدمج أنواع وأشكال مختلفة تختلف باختلاف مستوى الإعاقة وطبيعة تكوين الفرد المعوق حيث يمكن تصنيفه وفقا للأشكال التالية:
  • الدمج المكانى: ويقصد به اشتراك مؤسسة أو مدرسة التربية الخاصة مع مدارس التربية العامة (المدارس العادية) بالبناء المدرسي  فقط، بينما يكون لكل مؤسسة خططها الدراسية الخاصة وأساليب تدريب وهيئة تدريس خاصة بها، ويجوز أن تكون الإدارة لكليهما واحدة.
  • الدمج التربوى/ الأكاديمي : يقصد به اشتراك الطلاب المعوقين مع الطلبة العاديين فى مدرسة واحدة يشرف عليها نفس الهيئة التعليمية وضمن نفس البرنامج  الدراسي، وقد تقتضى الحالة وجود اختلاف فى مناهج الدراسة المعتمدة. ~> حيث ينتقلون إلى غرفة المصادر لتلقي دروس خاصة .
     
  1. ويتضمن الدمج التربوى الأشكال التالية: 
  • الصفوف الخاصة: حيث يتم إلحاق الطفل بصف خاص بذوى الحاجات الخاصة داخل المدرسة العادية فى بادئ الأمر مع إتاحة الفرصة أمامه للتعامل مع أقرانه العاديين فى المدرسة أطول فترة ممكنة من اليوم الدراسى.
  • غرفة المصادر: وغرفة المصادر عبارة عن غرفة صفية ملحقة بالمدرسة العادية مجهزة بالأثاث المناسب والألعاب التربوية والوسائل التعليمية ، يلتحق بها الطلاب ذوى الحاجات الخاصة، وفقا لبرنامج يومى خاص حيث يتلقى المساعدة بعض الوقت فى بعض المهارات التى يعانى من ضعف فيها بإشراف معلم تربية خاصة، ثم يرجع لصفه العادى بقية اليوم الدراسى.
  • الصف العادى: حيث يلتحق الطالب من ذوى الحاجات الخاصة بالصف العادى بإشراف معلم عادى لديه تدريب مناسب فى مجال التربية الخاصة مع إجراء بعض التعديلات البسيطة داخل الصف.
  • المعلم الاستشارى: حيث يلتحق الطفل المعوق بالصف العادى وبإشراف المعلم العادى حيث يقوم بتعليمه مع أقرانه ويتم تزويد المعلم بالمساعدات اللازمة عن طريق معلم استشاري مؤهل فى هذا المجال، وهنا يتحمل معلم الصف العادى مسئولية إعداد البرامج الخاصة بالطفل وتطبيقها أثناء ممارسته لعملية التعليم العادية فى الصف.
     
  • الاتجاهات الرئيسية نحو سياسة الدمج:
  1. هناك ثلاث اتجاهات رئيسية نحو سياسة الدمج يمكن الإشارة إليها على النحو التالى:
  • الاتجاه الأول: يعارض أصحاب هذا الاتجاه بشدة فكرة الدمج ويعتبرون تعليم الأطفال ذوى الحاجات الخاصة فى مدارس خاصة بهم أكثر فعالية وأمنا وراحة لهم ، وهو يحقق أكبر فائدة ممكنة فيما يتعلق بالبرامج التدريبية. 
  • الاتجاه الثانى: يؤيد أصحاب هذا الاتجاه فكرة الدمج لما لذلك من اثر فى تعديل اتجاهات المجتمع والتخلص من عزل الأطفال والذى يسبب بالتالى إلحاق وصمة العجز والقصور والإعاقة وغيرها من الصفات السلبية التى قد يكون لها أثر على الطفل ذاتهن وطموحه ودافعيته أو على الأسرة أو المدرسة أو المجتمع بشكل عام. 
  • الاتجاه الثالث: يرى أصحاب هذا الاتجاه بأنه من المناسب المحايدة والاعتدال وبضرورة عدم تفضيل برنامج على آخر بل يرون أن هناك فئات ليس من السهل دمجها بل يفضل تقديم الخدمات الخاصة بهم، من خلال مؤسسات خاصة وهذا الاتجاه يؤيد دمج الأطفال ذوى الإعاقات البسيطة أو المتوسطة فى المدارس العادية ويعارض فكرة دمج الأطفال ذوى الإعاقات الشديدة جدا (الاعتمادية) ومتعددى الإعاقات.
  1. ومن مؤيدي هذا الاتجاه "جونسون" 1988م  حيث حدد عدد الأطفال الذين يحتاجون إلى برامج تربية خاصة منفصلة عن نظام التعليم العام وعدد الأطفال الذين يجب أن يتلقوا تعليمهم في المدارس العامة وفقاً للنموذج التالي:
  2. وفي ضوء ما أشار إليه "جونسون" 1988م  فإنه يمكن تصنيف برامج التربية الخاصة على النحو التالي :
  • الحالات الشديدة جداً والاعتمادية وتشكل نسبتها (1%) وتحتاج إلى مراكز رعاية إيوائية ومؤسسية .
  •  الحالات الشديدة وتشكل ما نسبته (2%) وتحتاج إلى برامج تربية خاصة في مراكز خاصة أو مدارس تربية خاصة منفصلة عن نظام التعليم العام .
  • الحالات المتوسطة وتشكل ( 17%) يحتاجون إلى صفوف خاصة ومعلم خاص ضمن نظام المدراس العادية .
  • الحالات البسيطة وتشكل ما نسبته (80%) يمكن إلحاقهم بالصف العادي مع وجود اختصاصي تربية خاصة، وتدريب معلم الصف العادي ضمن دورات تدريبية قصيرة المدى في موضوع الاحتياجات التربوية الخاصة .
  • أهداف الدمج :
  • يمكن للدمج تحقيق الأهداف التالية:
  • إتاحة الفرصة لجميع الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة للتعلم المتكافئ والمتساوي مع غيرهم من أطفال المجتمع.
  • إتاحة الفرصة للأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة للانخراط في الحياة العادية.
  •  إتاحة الفرصة للأطفال العاديين للتعرف على الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة عن قرب وتقدير مشكلاتهم ومساعدتهم على متطلبات الحياة.
  • خدمة الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة في بيئاتهم المحلية والتخفيف من صعوبة انتقالهم إلى مؤسسات ومراكز بعيدة عن أسرهم، خصوصا في المناطق الريفية والبعيدة عن خدمات مؤسسات التربية الخاصة.
  • استيعاب أكبر عدد ممكن من الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة الذين قد لا يتوافر لديهم فرص التعليم.
  • يساعد الدمج أسر الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة على الإحساس بالعادية وتخليصهم من المشاعر والاتجاهات السلبية.
  • يهدف الدمج إلى تعديل اتجاهات أفراد المجتمع وبالذات العاملين في المدارس العامة من مدراء ومدرسين وطلاب وأولياء أمور وذلك من خلال اكتشاف قدرات وإمكانات الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة التي لم تتاح لهم الظروف المناسبة للظهور.
  • التقليل من الكلفة العالية لمراكز ومؤسسات التربية الخاصة. 
     
  • المدرسة الجامعة كبديل تربوي :
  • مؤتمر سلامنكا : إيماناً من منظمة اليونسكو و بالتعاون مع العديد من المنظمات الأهلية   والتطوعية والحكومية أطلقت مبادرة ( المدرسة الجامعة أو التربية الجامعة ) ~> حيث أنها تجمع العاديين والغير عاديين .، حيث أكدت منظمة اليونسكو عليها رسمياً عام 1988 م باعتبارها قضية رئيسية للعمل المستقبلي حيث نصت توصياتها على ما يلي : -
  • إن المسئوليات المترتبة على التربية الخاصة تقع ضمن مسؤوليات الجهاز التربوي بكامله ويجب أن لا يكون هناك نظامان منفصلان لجهاز تربية واحد . وبدون أدنى شك فإن الجهاز التربوي برمته سيستفيد من إجراء التغييرات الضرورية المناسبة التي تتلاءم مع حاجات الأطفال المعوقين . فإذا نجحنا في إيجاد طريقة فاعلة لتعليم الأشخاص المعوقين ضمن المدرسة العادية نكون بذلك قد وحدنا الأرضية الصالحة تربويا لوضع مثالي لجميع التلاميذ .
  • وعلى هذا الأساس عقد مؤتمر سلامنكا بإسبانيا في شهر حزيران عام 1994م تحت عنوان"المؤتمر العالمي حول الحاجات التربوية الخاصة، حق المشاركة وحق الحصول على نوعية جيدة من التعليم " .
  • و قد جاء هذا المؤتمر بإطار السياسات العامة التي وضعها المؤتمر العالمي حول التربية للجميع المنعقد في تايلاند عام 1990م . حيث أشار مؤتمر تايلاند إلى فشل التربية الخاصة كنظام مستقل بإعطاء النتائج المرجوة عالمياً .
  •  وقد حضر هذا مؤتمر سلامنكا 300 شخص يمثلون (92) دولة و ( 25) منظمة دولية. وقد تبنى المؤتمر المبادئ والتوجيهات و الممارسات في مجال التربية الخاصة ، وإطار العمل للتحرك في مجال الحاجات التربوية الخاصة. وقد جاء فيه:
  1. توصيات المؤتمر : ~> أخذ منطلق من مبادئ التربية الخاصة
  • أن لكل طفل معاق حقا أساسيا في التعليم ويجب أن يعطى الحق في بلوغ مستوى مقبول في التعليم والمحافظة عليه .
  •  أن لكل طفل خصائصه الفريدة واهتماماته وقدراته واحتياجاته الخاصة في التعليم. ~> مبدأ الفروق الفردية.
  •  أن نظم التعليم يجب أن تعمم وينبغي أن تطبق البرامج التعليمية على نحو يراعى فيه التنوع في الخصائص والاحتياجات.
  •  أن الأطفال المعاقين من ذوي الحاجات الخاصة بجب أن تتاح لهم فرص الالتحاق بالمدارس العادية التي ينبغي أن تهيئ لهم تربية محورها الطفل وقادرة على تلبية تلك الاحتياجات.
  •  أن المدارس العادية التي تأخذ هذا المنحى الجامع هي أنجح وسيلة لكافة مواقف التمييز وإيجاد مجتمعات حقيقية وإقامة مجتمع متسامح وبلوغ هدف التعليم للجميع. وأن هذه المدارس توفر فضلاً عن ذلك تعليمـا محميـا لغالبية التلاميذ وترفع من مستوى كفاءاتهم مما يترتب عليه في آخر المطاف فعالية النظام التعليمي برمته. .
     
  • البرامج التربوية:
  •  لا يمكن القول أن هناك منهاجا تربويا موحدا يصلح لجميع الأفراد ذوى الاحتياجات الخاصة على اختلاف العمر والفئة التي ينتمون إليها ولكن يمكن تقديم الخدمات من خلال:
  • المنهاج العادي : وهو نفس المنهاج الذي يقدم للطفل العادي مع إجراء بعض التعديلات عليه التي يفترضها طبيعة الفئة التي ينتمي إليها الفرد من ذوى الاحتياجات الخاصة.
  • المنهاج الخاص: ويتم من خلاله تدريب ذوى الاحتياجات الخاصة على بعض المهارات والقدرات التي تفرضها الفئة التي ينتمي إليها الفرد يختلف هذا المنهاج بين فرد وآخر أو من فئة لأخرى وذلك حسب الامكانيات والقدرات الموجودة لدى هؤلاء الأفراد.
     
  • الوسائل والأدوات التعليمية :
  • الوسائل التعليمية التقليدية: وهى نفس الوسائل التعليمية المستخدمة مع الأطفال العاديين.
  • الوسائل التعليمية المكيفة أو المعدلة: وهى الوسائل التعليمية المستخدمة مع العاديين مع إجراء تعديل عليها لتناسب فئات ذوى الحاجات الخاصة والانطلاق بذلك مما هو موجود لا مما هو مفقود.
  • الوسائل التعليمية الخاصة: وهى الوسائل التعليمية التي صممت لتناسب حاجات الأطفال ذوى الحاجات الخاصة كل حسب الفئة التي ينتمي إليها.
     
  • ومن خلال ما تقدم يلاحظ بأنه حتى يتم توفير بيئة تعليمية مناسبة لذوى الحاجات الخاصة ، فإن ذلك يتطلب إجراء تعديلات على المحتوى التعليمي والمكان التعليمي قبل تقديم البرامج التربوية لذوى الحاجات الخاصة.
     
  • المحتوى التعليمي والمكان التعليمي :
  • لتوفير بيئة تعليمية مناسبة لذوى الاحتياجات الخاصة فإن ذلك يتطلب تعديلات على المحتوى التعليمي والمكان التعليمي قبل تقديم البرامج التربوية لذوى الاحتياجات الخاصة.
  • المحتوى التعليمي : لابد من إجراء بعض التعديلات على المنهاج المقدم للطفل العادي بإضافة بعض النقاط أو الأهداف المشتقة من القيود التي تفرضها الفئة التي ينتمي إليها من فئات ذوى الحاجات الخاصة.
  • المكان التعليمي : لابد من مراعاة الفئة التي ينتمي إليها وخصائص تلك الفئة قبل البدء بالعملية التربوية لهؤلاء الأفراد. وقبل البدء بتقديم البرامج التربوية لذوى الحاجات الخاصة سواء أكانت هذه البرامج عامة (المنهاج العادي) أو خاصة (المنهاج الخاص) فلابد من مراعاة ما يلي :
  1. التعرف على مقدار الحاجة إلى خدمات التربية الخاصة ثم تحديد هذه الخدمات والخدمات المساندة.
  2. وضع الخطة التربوية الفردية والخطة التعليمية الفردية.
  3. تحديد المكان بتعليم ذوى الحاجات الخاصة على المهارات اللازمة.
  • ويجب البدء بتعليم ذوى الاحتياجات الخاصة على المهارات اللازمة والضرورية منذ لحظة اكتشافهم فكلما كان التدخل مبكرا كلما كانت نتائجه أسرع وأوضح وأفضل ومن بين الخدمات التي يحتاجها ذوى الحاجات الخاصة لتغطية جوانب الضعف ما يلي: (العلاج الطبيعي - خدمات العلاج الوظيفي- خدمات النطق والسمع- الخدمات النفسية- خدمات التربية الخاصة – خدمات التربية الرياضية المعدلة)
     
  • خدمات العلاج الطبيعي: ~> يعالج بعض المشكلات المصاحبة للإعاقة .
  •  يعرف العلاج الطبيعي على أنه مهنة طبية مساعدة تسعى إلى الارتقاء بصحة الانسان إلى اقصى درجة ممكنة من خلال تقديم الخدمات العلاجية من قبل معالج طبيعي مؤهل وتشمل:
  • فحص وتقييم الحالات أو الأفراد الذين يعانون من خلل أو محدودية في الوظائف الجسمية أو العجز أو أي حالات أخرى متعلقة بالظروف الصحية للفرد بهدف تحديد المشاكل التي يعانى منها وتطور الحالة وكيفية التدخل العلاجي الملائم من وجهة نظر العلاج الطبيعي.
  • التقليل من الخلل أو محدودية الوظائف الجسمية من خلال تصميم البرامج العلاجية الملائمة للحالة باستخدام الوسائل العلاجية الطبيعية التي تقوم أساس على الحركة والمعالجة اليدوية والوسائل الفيزيائية وتقديم النصح والإرشاد.
  • الوقاية من المشاكل سابقة الذكر والتشجيع على المحافظة على اللياقة الصحية الجسمية. هذا وتشمل فحوصات العلاج الطبيعي ما يلي:
  1.  فحص قوة العضلات ومقدار تحملها.
  2. قياس المدى الحركي للمفاصل.  
  3. فحص القوام .
  4. فحص التوازن.                                        
  5.  تحليل المشي.
  6. فحص التطور العصبي الحركي والتكامل الحسي.   
  7. فحص الوظائف الحركية للجسم.
  8. فحص الألم.
  9. فحص الإحساس .
  10. فحص الدورة الدموية.
  11. فحص التنفس.
  12. فحص التوتر العضلي والمنعكسات العصبية.       
  13. فحص المعوقات البيئية حول الطفل.
  14. مدى حاجة الطفل إلى الأجهزة المساعدة والجبائر.
     
  1. وتشتمل خدمات العلاج الطبيعي على :
  1. تقديم الجلسات العلاجية والتي تتضمن:
  • التمارين العلاجية مثل : (التمارين العلاجية لتقوية العضلات- تمارين التوازن- تمارين - التنفس- تمارين التناسق العضلى العصبى- تمارين التكامل الحسى الحركى- تمارين تحسين القوام – تمارين المشى- تمارين زيادة المدى الحركى)
  •  العلاج المائى .  ~> اتجاه حديث في العلاج للمشكلات التي تتعلق بالأطراف والقوام .             
  •  الجبائر. ~> يستخدم في حالات الكسور .

     

  1. اقتراح الأجهزة الطبية المساعدة والجبائر وتحديد مواصفاتها.
  2.  تقديم النصح والإرشاد للأهالي وتعليمهم البرامج العلاجية المنزلية وكيفية التعامل مع أطفالهم ذوى الحاجات الخاصة.
     
  • العلاج الوظيفي :
  • هو الاستخدام العلاجى لنشاطات العناية بالذات والعمل واللعب لزيادة الآداء المستقل وزيادة النمو والتطور ومنع الإعاقة ، ويمكن أن يتضمن تعديل البيئة أو النشاط للحصول على أعلى درجات الاستقلالية وتحسين نوعية الحياة. والعلاج الوظيفى هو الاستخدام الهادف للنشاطات مع الأفراد ذوى القدرات المحدودة الناتجة عن مرض أو إعاقة جسمية أو خلل لاضطراب نفسى أو قد يكون بسبب صعوبات فى التطور والتعلم أو بسبب الفقر أو قد يكون ناتج عن التقدم فى العمر. والهدف من هذا الاستخدام لهذه النشاطات المحدودة هو الوصول إلى أعلى درجات الاستقلالية والاعتماد على النفس ومنع الإعاقة والمحافظة على الصحة.
  • ويتضمن التقييم والعلاج وتقديم الاستشارة ومن بين المجالات المحدودة المتخصصة فى العلاج الوظيفى التقييم والتدريب على نشاطات الحياة اليومية وتطوير المهارات الإدراكية الحركية وتطوير مهارات اللعب ومهارات ما قبل المهنة (العمل) كذلك يتضمن تصميم وصناعة بعض الجبائر وبعض الأدوات المساعدة (المعينة) والاستخدام المحدد لبعض الحرف اليدوية المصممة بعناية ولزيادة الآداء الفعال.
     
  • إجراءات العلاج الوظيفى :
  1. الفحص: يتضمن جمع المعلومات وقياس قدرات الطفل ، نقاط القوة والضعف والوضع الأسرى. 
  2. التخطيط : ترتيب المعلومات التى تم الحصول عليها ثم وضع خطة العلاج مع توضيح الأهداف والأنشطة التى بواسطتها يتم الوصول إلى الأهداف.
  3. التطبيق:  العملية الفعلية للعلاج (وضع الخطة موضع التطبيق).
  4. التقييم: هذا يختلف عن الفحص حيث يتم تقييم خطة العلاج التى وضعت ومدى النجاح فى تحقيق الأهداف.
  5. العلاج الوظيفى مع الأطفال: وهو الاستخدام العلاجى للنشاطات والأوضاع واللعب والأدوات المساعدة وتعديل البيئة للتطوير والوصول إلى أعلى درجات التكامل الجسمى الإدراكى ومهارات اليدين لتسهيل الاستقلالية خاصة فى نشاطات الحياة اليومية.
     
  • النشاطات الهادفة:
    -
     ويعبر عنها بلفظ (وظيفة) يمكن أن تقسم إلى ثلاثة أقسام:
  1.  نشاطات العناية بالذات: تتضمن نشاطات الحياة اليومية مثل اللبس والأكل والشرب وكذلك تتضمن نشاطات الراحة (النوم) والنشاطات الترفيهية بتعبير آخر سلوكات المحافظة على البقاء والمحافظة على النوع.
  2. اللعب: وهو الرغبة فى الاشتراك بشيء ممتع ويعمل على تنمية القدرات الجسمية الحسية والمكتسبات من خلال اللعب تعتبر جسر للوصول إلى الكفاءة والنشاطات الخلاقة المبدعة فى مرحلة الرشد.
  3.  العمل: وهو النشاط أو الوظيفة الاقتصادية عند الفرد ويتضمن التعليم عند الأطفال بالإضافة إلى النشاطات المهنية والتدبير المنزلي عند الراشدين.